جائزة شرعًا، وواقعة يوم القيامة، ممتنعة شرعًا في الدنيا قال:{لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} إلى قوله {جَعَلَهُ دَكًّا}.
ومن أصرح الأدلة في ذلك حديث "إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" في صحيح مسلم، وصحيح ابن خزيمة كما تقدم.
وأما قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} الآية - فذلك جبريل على التحقيق، لا الله جل وعلا.
• قوله تعالى:{الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} أظهر التفسيرات فيه: أن معنى {بَارَكْنَا حَوْلَهُ} أكثرنا حوله الخير والبركة بالأشجار والثمار والأنهار. وقد وردت آيات تدل على هذا، كقوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (٧١)} وقوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (٨١)} فإن المراد بتلك الأرض: الشام، والمراد بأنه بارك فيها: أنه أكثر فيها البركة والخير بالخصب والأشجار والثمار والمياه كما عليه جمهور العلماء.
وقال بعض العلماء: المراد بأنه بارك فيها أنه بعث الأنبياء منها. وقيل غير ذلك. والعلم عند الله تعالى.
• قوله تعالى:{لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} الظاهر إنما أراه الله من آياته في هذه الآية الكريمة: أنه أراه إياه رؤية عين؛ فهمزة التعدية داخلة على رأى البصرية؛ كقولك: أرأيت زيدًا دار عمرو؛ أي: جعلته يراها بعينه. و {مِن} في الآية للتبعيض، والمعنى {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} أي: بعض آياتنا فنجعله يراها بعينه، وذلك ما رآه - صلى الله عليه وسلم - بعينه