{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} فقوله: أو من كان ميتًا، أي: موت كفر فأحييناه حياة إيمان، وكقوله تعالى: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)} فيفهم من قوله: من كان حيًا، أي: وهي حياة إيمان أن الكافرين الذين حق عليهم القول ليسوا كذلك. وقد أطبق العلماء على أن معنى قوله:{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} أن المعنى والكفار يبعثهم الله.
وقد قدمنا هذا موضحًا بالآيات القرآنية في سورة النمل في الكلام على قوله تعالى:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} الآية.
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الروم في الكلام على قوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} الآية، وبينا هناك دلالة الآيات على أنه جلَّ وعلا هو المؤثر وحده، وأن الطبائع لا تأثير لها إلَّا بمشيئته تعالى.