اللبن عمله اهـ. والتحقيق أن {يَبَسًا} صفة مشبهة جاءت على "فَعَل" بفتحتين كبَطَل وحَسَن. وقال الزمخشري: اليبس مصدر وصف به؛ يقال: يبس يُبْسًا ويَبَسًا، ونحوهما العُدْم والعَدَم، ومن ثم وصف به المؤنث فقيل: شاتنا يبس، وناقتنا يبس؛ إذا جف لبنها.
وقوله:{لَا تَخَافُ دَرَكًا} الدرك: اسم مصدر بمعنى الإدراك، أي: لا يدركك فرعون وجنوده، ولا يلحقونك من ورائك، ولا تخشى من البحر أمامك. وعلى قراءة الجمهور:{لَا تَخَفْ} فالجملة حال من الضمير في قوله: {فَاضْرِبْ} أي: فاضرب لهم طريقًا في حال كونك غير خائف دركًا ولا خاش. وقد تقرر في علم النحو أن الفعل المضارع المنفي بلا إذا كانت جملته حالية وجب الربط فيها بالضمير وامتنع بالواو؛ كقوله هنا:{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا} أي في حال كونك لا تخاف دركًا، وقوله:{مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} وقوله: {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ} ونظير ذلك من كلام العرب قول الشاعر:
ولو أن قومًا لارتفاع قبيلة ... دخلوا السماء دخلتُها لا أحجبُ
يعني: دخلتها في حال كوني غير محجوب، وبذلك تعلم أن قوله في الخلاصة:
وذاتُ بدءٍ بمضارعٍ ثَبَت ... حَوَت ضميرًا ومن الواو خَلَت