للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاءت قراءة {لَكِنَّا} بإثبات الألف في الوصل على لغة تميم. ومن شواهد مد "أنا" قبل غير الهمزة قول الشاعر:

أنا سيف العشيرة فاعرفوني ... حميدًا قد تذريت السناما

وقول الأعشى:

فكيف أنا وانتحال القوافي ... بعد المشيب كفى ذاك عارا

وقوله في هذه الآية الكريمة: {وَهُوَ يُحَاورُهُ} جملة حالية. والمحاورة: المراجعة في الكلام، ومنه قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}، وقول عنترة في معلقته:

لو كان يدري ما المحاورةُ اشتكى ... ولكان لو عَلِم الجوابَ مُكَلِّمي

وكلام المفسرين في الرجلين المذكورين هنا في قصتهما كبيان أسمائهما، ومن أي الناس هما؛ أعرضنا عنه لما ذكرنا سابقًا من عدم الفائدة فيه، وعدم الدليل المقنع عليه. والعلم عند الله تعالى.

• قوله تعالى: {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (٤١)}.

معنى قوله: {غَوْرًا} أي غائرًا؛ فهو من الوصف بالمصدر؛ كما قال في الخلاصة:

ونعتوا بمصدر كثيرًا ... فالتزموا الإفراد والتذكيرا

والغائر: ضد النابع. وقوله: {فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (٤١)} لأن الله إذا أعدم ماءها بعد وجوده، لا تجد من يقدر على أن يأتيك به