فحذفت همزة "أنا" وأدغمت نون "لكن" في نون "أنا" بعد حذف الهمزة. وقال بعضهم: نقلت حركة الهمزة إلى نون "لكن" فسقطت الهمزة بنقل حركتها، ثم أدغمت النون في النون؛ ونظير ذلك من كلام العرب قول الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكنَّ إيَّاكِ لم أَقْلِ
أي: لكن أنا إياك لم أَقْلِ. وقال بعضهم: لا يتعين في البيت ما ذكر؛ لجواز أن يكون المقصود لكنني فحذف اسم "لكن" كقول الآخر:
فلو كنت ضبيًا عرفت قرابتي ... ولكنَّ زنجي عظيم المشافر
أي: لكنك زنجي في رواية من روى "زنجي" بالرفع. وأنشد الكسائي لنحو هذا الحذف من "لكن أنا" قول الآخر:
لهنَّكِ من عَبْسية لَوَسيمَة ... على هَنَواتٍ كاذب من يقولها
قال: أراد بقوله "لهنك" لله إنك؛ فحذف إحدى اللامين من "لله"، وحذف الهمزة من "إنك" نقله القرطبي عن أبي عبيد.
وقوله تعالى:{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} قرأه جماهير القراء في الوصل "لكن" بغير ألف بعد النون المشددة. وقرأه ابن عامر من السبعة {لَكِنَّا} بالألف في الوصل. ويروى ذلك عن عاصم، ورواه المسيلي عن نافع، ورويس عن يعقوب. واتفق الجميع على إثبات الألف في الوقف. ومد نون "أنا" لغة تميم إن كان بعدها همزة. وقال أبو حيان في البحر: إن إثبات ألف "أنا" مطلقًا في الوصل لغة بني تميم، وغيرها يثبتونها على الاضطرار. قال: