مكة ذهب فارًا منه إلى بلاد الحبشة، فركب في البحر متوجهًا إلى الحبشة؛ فجاءتهم ريح عاصف فقال القوم بعضهم لبعض: إنه لا يغني عنكم إلا أن تدعوا الله وحده، فقال عكرمة في نفسه: والله إن كان لا ينفع في البحر غيره فإنه لا ينفع في البر غيره! اللهم لك علي عهد، لئن أخرجتني منه لأذهبن فلأضعن يدي في يد محمد - صلى الله عليه وسلم - فلأجدنه رءوفًا رحيمًا، فخرجوا من البحر، فخرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه اهـ.
والظاهر أن الضمير في قوله: {بِهِ تَبِيعًا (٦٩)} راجع إلى الإهلاك بالإغراق المفهوم من قوله: {فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ} أي: لا تجدون تبيعًا يتبعنا بثأركم بسبب ذلك الإغراق.
وقال صاحب روح المعاني. وضمير {بِهِ} قيل: للإرسال، وقيل: للإغراق، وقيل: لهما باعتبار ما وقع. والعلم عند الله تعالى.
• قوله تعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} قال بعض أهل العلم: من تكريمه لبني آدم خلقه لهم على أكمل الهيئات وأحسنها، فإن الإنسان يمشي قائمًا منتصبًا على رجليه، ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع، ويأكل بفمه.
ومما يدل لهذا من القرآن قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤)} وقوله: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} وفي الآية كلام غير هذا. والعلم عند الله تعالى.
وقوله تعالى:{وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ .. } الآية، أي: في