وقوله في هذه الآية الكريمة {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي} الآية، قد بينا الآيات الموضحة له في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَينَاهُمْ} الآية، وبينا هناك وجه الجمع بين قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢)} مع قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
والصراط في لغة العرب: الطريق الواضح، والمستقيم الذي لا اعوجاج فيه، ومنه قول جرير:
أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوج الموارد مستقيم
ما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الأمور كلها تصير إلى الله، أي ترجع إليه وحده لا إلى غيره، جاء موضحًا في آيات أخر، كقوله تعالى:{وَلِلَّهِ غَيبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (١٠٩) كُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}. إلى غير ذلك من الآيات.