للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢١٧)}.

• قوله تعالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالكُمْ (٣٥)}.

قرأ هذا الحرف عامة السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم: (إلى السلم) بفتح السين.

وقرأ حمزة وشعبة. (إلى السِّلم) بكسر السين.

وقوله تعالى: {فَلَا تَهِنُوا} أي لا تضعفوا وتذلوا، ومنه قول تعالى: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وقوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيدِ الْكَافِرِينَ (١٨)}، أي مضعف كيدهم، وقول زهير بن أبي سلمى:

وأخلفتك ابنة البكري ما وعدت ... فأصبح الحبل منها واهنًا خلقًا

وقوله تعالى: {وَأَنتُمْ الأَعْلَوْنَ} جملة حالية، أي فلا تضعفوا عن قتال الكفار (وتدعوا إلى السلم) أي تبدءوا بطلب السلم، أي الصلح والمهادنة (وأنتم الأعلون) أي والحال أنكم أنتم الأعلون، أي الأقهرون والأغلبون لأعدائكم؛ ولأنكم ترجون من الله من النصر والثواب ما لا يرجون.

وهذا التفسير في قوله: {وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ} هو الصواب.

وتدل عليه آيات من كتاب الله، كقوله تعالى بعده: {وَاللَّهُ مَعَكُمْ}؛ لأن من كان الله معه هو الأعلى وهو الغالب، وهو القاهر المنصور الموعود بالثواب.