للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو جدير بأن لا يضعف عن مقاومة الكفار ولا يبدأهم بطلب الصلح والمهادنة.

وكقوله تعالى: {وَإِنَّ جُنْدنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، وقوله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية، وقوله: {وَكَانَ حَقًّا عَلَينَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وقوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيهِمْ} الآية.

ومما يوضح معنى آية القتال هذه قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} الآية، لأن قوله تعالى: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} من النصر الذي وعدكم الله به والغلبة وجزيل الثواب، وذلك كقوله هنا: {وَأَنتُمُ الْأَعلَوْنَ}، وقوله: {وَاللَّهُ مَعَكُمْ} أي بالنصر والإِعانة والثواب.

واعلم أن آية القتال هذه لا تعارض بينها وبين آية الأنفال، حتى يقال: إن إحداهما ناسخة للأخرى، بل هما محكمتان، وكل واحدة منهما منزلة على حال غير الحال التي نزلت عليه الأخرى.

فالنهي في آية القتال هذه في قوله تعالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلِمِ} إنما هو عن الابتداء بطلب السلم.

والأمر بالجنوح إلى السلم في آية الأنفال محله فيما إذا ابتدأ الكفار بطلب السلم والجنوح لها، كما هو صريح قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} الآية.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة {وَاللَّهُ مَعَكُمْ} قد قدمنا