للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (٢٤) وفي سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧)}.

• قوله تعالى: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢)}.

قرأ هذا الحرف ابن عامر: (ففتَّحنا) بتشديد التاء، للتكثير، باقي السبعة بتخفيفها.

وقد ذكر جلا وعلا في هذه الآية الكريمة أن نبيه نوحًا دعاه قائلًا: إن قومه غلبوه، سائلًا ربه أن ينتصر له منهم، وأن الله انتصر له منهم، فأهلكهم بالغرق؛ لأنه تعالى فتح أَبواب السماء بماء منهمر، أي متدفق منصب بكثرة، وأنه تعالى فجر الأرض عيونًا.

وقوله: (عيونًا) تمييز محول عن المفعول، والأصل: فجرنا عيون الأرض. والتفجير: إخراج الماء منها بكثرة، و (أل) في قوله: (فالتقى الماء) للجنس، ومعناه: التقى ماء السماء وماء الأرض (على أمر قد قدر) أي قدره الله وقضاه.

وقيل: إن معناه أن الماء النازل من السماء والمتفجر من الأرض جعلهم الله بمقدار ليس أحدهما أكثر من الآخر.

والأول أظهر.