للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعمال بالنيات" الحديث. وقد أشار في مراقي السعود في كتاب الاستدلال إلى هذه الخمس المذكورات بقوله:

قد أسس الفقه على رفع الضرر ... وأن ما يشق يجلب الوطر

ونفي رفع القطع بالشك وأن ... يحكم العرف وزاد من فطن

كون الأمور تبع المقاصد ... مع التكلف ببعض وارد

• قوله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}.

قال بعضهم: هو منصوب بنزع الخافض، ومال إليه ابن جرير، أي: ما جعل عليكم في دينكم من ضيق، كملة إبراهيم. وأعربه بعضهم منصوبًا بمحذوف، أي: الزموا ملة أبيكم إبراهيم، ولا يبعد أن يكون قوله: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} شاملًا لما ذكر قبله من الأوامر في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} ويوضح هذا قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} والدين القيم الذي هو ملة إبراهيم: شامل لما ذكر كله.

• قوله تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا}.

اختلف في مرجع الضمير الذي هو لفظ هو من قوله: {هُوَ سَمَّاكُمُ} فقال بعضهم: الله هو الذي سماكم المسلمين من قبل، وفي هذا. وهذا القول مروي عن ابن عباس. وبه قال مجاهد، وعطاء، والضحاك، والسدي، ومقاتل بن حيان، وقتادة. كما نقله عنهم ابن كثير. وقال بعضهم: هو، أي: إبراهيم سماكم المسلمين، واستدل لهذا بقول إبراهيم وإسماعيل: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} وبهذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، كما نقله عنه ابن كثير.