قد قدمنا الكلام على الحروف المقطعة في أوائل السور في أول سورة هود.
وقوله تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} قد قدمنا الكلام عليه في سورة الشعراء في الكلام على قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)}، وفي سورة الزمر في الكلام على قوله تعالى:{قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ} الآية.
الضمير في قوله:(منهم) عائد إلى القوم المسرفين، المخاطبين بقوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (٥)}، وفيه ما يسميه علماء البلاغة بالالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
وقوله:{أَشَدُّ مِنْهُمْ} مفعول به لأهلكنا، وأصله نعت لمحذوف، والتقدير: فأهلكنا قومًا أشد منهم بطشًا، على حد قوله في الخلاصة:
وما من المنعوت والنعت عُقِلْ ... يجوز حذفه وفي النعت يَقِلّ