للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}.

لعلماء التفسير في تفسير قوله: {وَقَيَّضْنَا} عبارات يرجع بعضها في المعنى إلى بعض.

كقول بعضهم: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} أي جئناهم بهم، وأتحناهم لهم.

وكقول بعضهم: (قيضنا) أي هيأنا.

وقول بعضهم: (قيضنا) أي سلَّطنا.

وقول بعضهم: أي بعثنا ووكلنا.

وقول بعضهم: (قيضنا) أي سبَّبنا.

وقول بعضهم: قدَّرنا.

ونحو ذلك من العبارات، فإن جميع تلك العبارات راجع إلى شيء واحد، وهو أن الله تبارك وتعالى هيأ للكافرين قرناء من الشياطين يضلونهم عن الهدى، ويزينون لهم الكفر والمعاصي، وقدَّرهم عليهم.

والقرناء: جمع قرين، وهم قرناؤهم من الشياطين، على التحقيق.

وقوله {فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} أي من أمر الدنيا، حتى آثروه على الآخرة {وَمَا خَلْفَهُمْ} أي من أمر الآخرة، فدعوهم إلى التكذيب به، وإنكار البعث.

وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من أنه تعالى قيض للكفار قرناء من الشياطين يضلونهم عن الهدى، بينه في مواضع أخر من كتابه.

وزاد في بعضها سبب تقييضهم لهم، وأنهم مع إضلالهم لهم