وابن سليمان اطراده رأى ... إن لم يخف لبس كمن زَيدًا نأى
وإذا حذف حرف الجر مع غير أن، وأن نقلا على مذهب الجمهور، وقياسا عند أمن اللبس في قول الأخفش فالنصب متعين. والناصب عند البصريين الفعل، وعند الكوفيين نزع الخافض كقوله:
تمرون الديار ولن تعوجوا ... كلامكم علي إذن حرام
وبقاؤه مجرورا مع حذف الحرف شاذ، كقول الفرزدق:
إذا قيل: أي الناس شر قبيلة ... أشارت كليب بالأكف الأصابع
أي: أشارت الأصابع بالأكف، أي: مع الأكف إلى كليب.
• قوله تعالى:{وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ} الآية. القسط العدل، ولم يبين هنا هذا القسط الذي أمر به لليتامى، ولكنه أشار له في مواضع أخر كقوله:{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقوله: {قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} وقوله: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩)} وقوله: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} الآية. ونحو ذلك من الآيات، فكل ذلك فيه القيام بالقسط لليتامى.
• قوله تعالى:{وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} الآية. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الأنفس أحضرت الشح، أي: جعل شيئا حاضرا لها كأنه ملازم لها لا يفارقها؛ لأنها جبلت عليه.
وأشار في موضع آخر: أنه لا يفلح أحد إلا إذا وقاه الله شح نفسه، وهو قوله تعالى:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}