كذبه. وبهذا التحقيق: تعلم أن القصص المخالفة للقرآن والسنة الصحيحة التي توجد بأيدي بعضهم، زاعمين أنها في الكتب المنزلة؛ يجب تكذيبهم فيها لمخالفتها نصوص الوحي الصحيح، التي لم تحرف ولم تبدل. والعلم عند الله تعالى.
• وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{جَعَلَهُ دَكَّاءَ} قرأه نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو (دكًّا) بالتنوين مصدر دكه. وقرأه عاصم وحمزة والكسائي:{جَعَلَهُ دَكَّاءَ} بألف التأنيث الممدودة تأنيث الأدك. ومعنى القراءتين راجع إلى شيء واحد، وقد قدمنا إيضاحه.
قوله:{وَعَرَضْنَا} أي أبرزنا وأظهرنا جهنم {يَوْمَئِذٍ} أي يوم إذ جمعناهم جمعًا؛ كما دل على ذلك قوله قبله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩)}. وقال بعض العلماء: اللام في قوله: {لِلْكَافِرِينَ} بمعنى على، أي عرضنا جهنم على الكافرين، وهذا يشهد له القرآن في آيات متعددة؛ لأن العرض في القرآن يتعدى بعلى لا باللام؛ كقوله تعالى:{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ}، وقوله:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}، وقوله تعالى:{وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا}، ونظيره في كلام العرب من إتيان اللام بمعنى على؛ البيت الذي قدمناه في أول سورة "هود"، وقدمنا الاختلاف في قائله، وهو قوله:
هتكتُ له بالرمح جيب قميصه ... فخَرَّ صريعًا لليدين وللفم