وهذه هي اللغة الفصحى، وتعديتها للمفعول بدون اللام لغة لا لحن، ومن ذلك قول أبي نخيلة:
شكرتك إن الشكر حبل من اتقى ... وما كل من أوليته نعمة يقضي
وقول جميل بن معمر:
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما ... على عذبة الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتما لي ساعة ... شكرتكما حتى أغيَّب في قبري
وهذه الآيات من سورة الواقعة قد دلت على أن اقتران جواب (لو) باللام، وعدم اقترانه بها، كلاهما سائغ؛ لأنه تعالى قال:{لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} باللام، ثم قال:{لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} بدونها.
قوله تعالى: {الَّتِي تُورُونَ (٧١)} أي توقدونها، من قولهم: أورى النار إذا قدحها وأوقدها، والمعنى: أفرأيتم النار التي توقدونها من الشجر أأنتم أنشأتم شجرتها التي توقد منها، أي أوجدتموها من العدم؟
والجواب الذي لا جواب غيره: أنت يا ربنا هو الذي أنشأ شجرتها، ونحن لا قدرة لنا بذلك. فيقال: كيف تنكرون البعث وأنتم تعلمون أن من أنشأ شجرة النار وأخرجها منها قادر على كل شيء؟!
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون خلق النار من أدلة البعث، جاء موضحًا في يس في قوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا