أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وفي قراءة أبي بنُ كعب:"وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم" وروي نحوها عن ابن عبَّاس. وبهذا القول قال كثير من العلماء.
وهذا القول تقربه قرينة، وتبعده أخرى. أما القرينة التي تقربه فهي: أن بنات لوط لا تسع جميع رجال قومه كما هو ظاهر، فإذا زوجهن لرجال بقدر عددهن بقي عامة رجال قومه لا أزواج لهم فيتعين أن المراد عموم نساء قومه، ويدل للعموم قوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} وقوله: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} ونحو ذلك من الآيات.
وأما القرينة التي تبعده: فهي أن النبي ليس أبًا للكافرات، بل أَبوة الأنبياء الدينية للمؤمنين دون الكافرين، كما يدل عليه قوله:{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ} الآية.
وقد صرح تعالى في الذاريات: بأن قوم لوط ليس فيهم مسلم إلَّا أهل بيت واحد، وهم أهل بيت لوط، وذلك في قوله: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦)}.
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة: أن نبيه لوطًا وعظ قومه ونهاهم أن يفضحوه في ضيفه، وعرض عليهم النساء وترك الرجال، فلم يلتفتوا إلى قوله، وتمادوا فيما هم فيه من إرادة الفاحشة فقال