مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم
فقد أنث في البيت الأول لفظة "كل" لإضافتها إلى "عين". وأنث في البيت الثاني لفظة "طول" لإضافتها إلى "الليالي". وأنث في البيت الثالث الصدر لإضافته إلى "القناة". وأنث في البيت الرابع "مر" لإضافته إلى "الرياح". والمضافات المذكورة لو حذفت لبقي الكلام مستقيمًا؛ كما قال في الخلاصة:
• ... ان كان لحذفٍ مُوْهَلا*
وقرأ هذا الحرف عامة القراء ماعدا نافعًا {وَإِنْ كَانَ مِثْقَال حَبَّةٍ} بنصب {مِثْقَال} على أنه خبر {كَانَ} أي: وإن كان العمل الذي يراد وزنه مثقال حبة من خردل. وقرأ نافع وحده (وإن كان مثقالُ) بالرفع فاعل {كَانَ} على أنها تامة؛ كقوله تعالى:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} الآية.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن هذا القرآن العظيم {ذِكْرٌ مُبَارَكٌ} أي كثير البركات والخيرات؛ لأن فيه خير الدنيا والآخرة. ثم وبَّخ من ينكرونه منكرًا عليهم بقوله: {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠)}. وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من أن هذا القرآن مبارك؛ بينه في مواضع متعددة من كتابه؛ كقوله تعالى في "الأنعام": {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥)}، وقوله فيها أيضًا:{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَينَ يَدَيهِ} الآية؛ وقوله تعالى في "ص": {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا