وزَعْمُ من لا علم عنده أن هذه الأمور لا حقيقة لها، وإنما هي ضرب أمثال = زَعْمٌ باطل؛ لأن نصوص الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن معناها الواضح المتبادر إلا بدليل يجب الرجوع إليه. وأمثال هذا كثيرة جدًا. وبذلك تعلم أنه لا مانع من إبقاء إرادة الجدار على حقيقتها لإمكان أن يكون الله علم منه إرادة الانقضاض، وإن لم يعلم خلقه تلك الإرادة. وهذا واضح جدًا كما ترى. مع أنه من الأساليب العربية إطلاق الإرادة على المقاربة والميل إلى الشيء. كما في قول الشاعر:
يريد الرمح صدر أبي براء ... ويعدل عن دماء بني عقيل
أي: يميل إلى صدر أبي براء. وكقول راعي نمير:
في مَهْمَهٍ قلقت به هامتها ... قلق الفؤوس إذا أردن نضولا
فقوله:"إذا أردن نضولا" أي قاربنه. وقول الآخر:
إن دهرًا يلف شملي بجمل ... لزمان يهم بالإحسان
فقوله "لزمان يهم بالإحسان"، أي: يقع الإحسان فيه. وقد بينا في رسالتنا المسماه (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز) أن جميع الآيات التي يزعمون أنها مجاز أن ذلك لا يتعين في شيء منها. وبينا أدلة ذلك. والعلم عند الله تعالى.