في طلب الإمامة: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤)} ولما خص المؤمنين بطلب الرزق قال له: {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا} الآية.
• قوله تعالى:{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} الآية. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إبراهيم طلب المغفرة لوالديه، وبين في آيات أخر أن طلبه الغفران لأبيه إنما كان قبل أن يعلم أنَّه عدو لله، فلما علم ذلك تبرأ منه، كقوله:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} ونحو ذلك من الآيات.
• قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (٤٢)} بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنَّه يؤخر عقاب الكفار إلى يوم تشخص فيه الأبصار من شدة الخوف، وأوضح ذلك في قوله تعالى:{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية. ومعنى شخوص الأبصار أنَّها تبقى منفخة لا تغمض من الهول وشدة الخوف.
• قوله تعالى:{مُهْطِعِينَ} الآية. الإهطاع في اللغة: الإسراع، وقد بين تعالى في مواضع أخر أنهم يوم القيامة يأتون مهطعين، أي. مسرعين إذا دعوا للحساب، كقوله تعالى: {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} الآية. وقوله: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣)} وقوله: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (٤٤)} إلى غير ذلك من الآيات.
ومن إطلاق الإهطاع في اللغة بمعنى الإسراع قول الشاعر:
مدجلة دارهم ولقد أراهم ... بدجلة مهطعين إلى السماع