للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} أي: البعيد عن الحق والصواب.

• قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيدُهُ مَا يَغِيظُ (١٥)}.

في هذه الآية الكريمة أوجه من التفسير معروفة عند العلماء، وبعضها يشهد لمعناه قرآن:

الأول: أن المعنى {مَنْ كَانَ} من الكفرة الحسدة له - صلى الله عليه وسلم -، {يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} أي: أن لن ينصر الله نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ} أي: بحبل إلى السماء، أي: سماء بيته، والمراد به السقف؛ لأن العرب تسمِّي كلَّ ما علاك سماء، كما قال:

وقد يسمى سماء كل مرتفع ... وإنما الفضل حيث الشمس والقمر

كما أوضحناه في سورة الحجر.

والمعنى فليعقد رأس الحبل في خشبة السقف: {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} أي: ليختنق بالحبل، فيشده في عنقه، ويتدلى مع الحبل المعلق في السقف حتى يموت، وإنما أطلق القطع على الاختناق؛ لأن الاختناق بقطع النفس بسبب حبس مجاريه، ولذا قيل للبهر وهو تتابع النفس: قطع، فلينظر إذا اختنق {هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيدُهُ} أي: هل يذهب فعله ذلك ما يغيظه من نصر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - , في الدنيا والآخرة.

والمعنى لا يذهب ذلك الذي فعله ذلك الكافر الحاسد ما يغيظه ويغضبه من نصر الله لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -.