ولذلك فسرها علماء التفسير، بأنها هي الحمية والاستكبار عن قبول الحق.
والشقاق: هي المخالفة والمعاندة، كما قال تعالى:{وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} الآية. قال بعض العلماء: وأصله من الشق الذي هو الجانب؛ لأن المخالف المعاند، يكون في الشق، أي في الجانب الذي ليس فيه من هو مخالف له ومعاند.
وقال بعض أهل العلم: أصل الشقاق من المشقة, لأن المخالف المعاند يجتهد في إيصال المشقة إلى من هو مخالف [له] معاند.
وقال بعضهم: أصل الشقاق من شق العصا، وهو الخلاف والتفرق.
(كم) هنا هي الخبرية، ومعناها الإخبار عن عدد كثير، وهي في محل نصب، على أنها مفعول به لأهلكنا، وصيغة الجمع في أهلكنا للتعظيم، ومن في قوله:(من قرن)، مميزة لِـ (كم)، والقرن يطلق على الأمة وعلى بعض من الزمن، وأشهر الأقوال فيه أنه مائة سنة، والمعنى: أهلكنا كثيرًا من الأمم السالفة من أجل الكفر وتكذيب الرسل، فعليكم أن تحذروا يا كفار مكة من تكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - والكفر بما جاء به، لئلا نهلككم بسبب ذلك، كما أهلكنا به القرون الكثيرة الماضية.