والظاهر أن المعنى: أن مرادهم بذلك سؤال مالك خازن النار، أن يدعو الله لهم بالموت.
والدليل على ذلك أمران:
الأول: أنهم لو أرادوا دعاء الله بأنفسهم أن يميتهم لما نادوا: (يا مالك) ولما خاطبوه في قولهم: {رَبُّكَ}.
والثاني: أن الله بين في سورة المؤمن أن أهل النار يطلبون خزنة النار أن يدعوا الله لهم ليخفف عنهم العذاب، وذلك في قوله تعالى: {وَقَال الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (٤٩)}.
وقوله:{لِيَقْضِ عَلَينَا رَبُّكَ} أي ليمتنا فنستريح بالموت من العذاب. ونظيره قوله تعالى:{فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيهِ} أي أماته.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {قَال إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧)} دليل على أنهم لا يجابون إلى الموت، بل يمكثون في النار معذبين إلى غير نهاية.
وقد دل القرآن العظيم على أنهم لا يموتون فيها فيستريحوا بالموت، ولا تغني هي عنهم، ولا يخفف عنهم عذابها، ولا يخرجون منها.
أما كونهم لا يموتون فيها الذي دل عليه قوله هنا: {قَال إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧)} فقد دلت عليه آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {إِنَّهُ