للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذان الوجهان المذكوران في معنى المسجور هما أيضًا في قوله: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦)}.

وأما الآية العامة التي أقسم فيها تعالى بما يشمل جميع هذه الأقسام وغيرها، فهي قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (٣٩)}؛ لأن الإِقسام في هذه الآية عام في كل شيء.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧)}، قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول الذاريات، وفي غير ذلك من المواضع.

• قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤)}.

الدعُّ في لغة العرب: الدفع بقوة وعنف، ومنه قوله تعالى {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢)} أي يدفعه عن حقه بقوة وعنف.

وقد تضمنت هذه الآية الكريمة أمرين:

أحدهما: أن الكفار يدفعون إلى النار بقوة وعنف يوم القيامة.

والثاني: أنهم يقال لهم يوم القيامة توبيخًا وتقريعًا: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤)}.

وهذان الأمران المذكوران في هذه الآية الكريمة جاءا موضحين في آيات أخر، أما الأخير منهما، وهو كونهم يقال لهم: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤)}، فقد ذكره تعالى في آيات من كتابه، كقوله في السجدة: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠) وقوله في سبأ: {فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ