للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لوط: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} الآية. فأخبرته الملائكة بأنهم رسل ربه، وأن الكفار الخبثاء لا يصلون إليه بسوء. وبين في القمر أنَّه تعالى طمس أعينهم، وذلك في قوله: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٧)}.

• قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}.

ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة: أنَّه أمر نبيه لوطًا أن يسري بأهله بقطع من الليل، ولم يبين هنا هل هو من آخر الليل، أو وسطه أو أوله، ولكنه بين في القمر أن ذلك من آخر الليل وقت السحر، وذلك في قوله: {إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤)} ولم يبين هنا أنَّه أمره أن يكون من ورائهم وهم أمامه، ولكنه بين ذلك في الحجر بقوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥)}.

وقوله تعالى: {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}.

قرأه جمهور القراء: {إِلَّا امْرَأَتَكَ} بالنصب، وعليه فالأمر واضح؛ لأنه استثناء من الأهل، أي أسر بأهلك إلَّا امرأتك فلا تسر بها، واتركها في قومها فإنها هالكة معهم.

ويدل لهذا الوجه قوله فيها في مواضع {كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ} والغابر: الباقي، أي من الباقين في الهلاك.

وقرأ أَبو عمرو وابن كثير: {إِلَّا امْرَأَتَكَ} بالرفع على أنَّه بدل