قال: هم المتفرسون، وأخرج البخاري في تاريخه، والترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن السني، وأبو نعيم معًا -في الطب- وابن مردويه، والخطيب عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥)} قال: "للمتفرسين" وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا فراسة المؤمن فإن المؤمن ينظر بنور الله" وأخرج ابن جرير عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احذروا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، وينطق بتوفيق الله" وأخرج الحكيم الترمذي، والبزار، وابن السني، وأبو نعيم عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسم".
• قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦)} بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن ديار قوم لوط، وآثار تدمير الله لها بسبيل مقيم، أي: بطريق ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعد، يمر بها أهل الحجاز في ذهابهم إلى الشام، والمراد أن آثار تدمير الله لهم التي تشاهدون في أسفاركم فيها لكم عبرة ومزدجر، يوجب عليكم الحذر من أن تفعلوا كفعلهم، لئلا ينزل الله بكم مثل ما أنزل بهم، وأوضح هذا المعنى في مواضع آخر، كقوله: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٣٨)} وقوله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (١٠)} وقوله فيها، وفي ديار أصحاب الأيكة: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (٧٩)} إلى غير ذلك من الآيات.