للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: أن تكون جوابًا لاستفهام مقترن بنفي خاصة؛ كقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ} وقوله: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا} وهذا أيضًا كثير في القرآن وفي كلام العرب. أما إذا كان الاستفهام غير مقترن بنفي فجوابه بـ "نعم" لا بـ "بلى" وجواب الاستفهام المقترن بنفي بـ "نعم" مسموع غير قياسي، كقوله:

أليس الليل يجمع أم عمرو ... وإيانا فذاك لنا تداني

نعم، وترى الهلال كما أراه ... ويعلوها النهار كما علاني

فالمحل لـ "بلى" لا لـ "نعم" في هذا البيت.

فإن قيل: هذه الآيات تدل على أن الكفار يكتمون يوم القيامة ما كانوا عليه من الكفر والمعاصي، كقوله عنهم: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)}

وقوله: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} ونحو ذلك، مع أن الله صرح بأنهم لا يكتمون حديثه في قوله: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (٤٢)}.

فالجواب: هو ما قدمنا من أنهم يقولون بألسنتهم: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)} فيختم الله على أفواههم وتتكلم أيديهم وأرجلهم لما كانوا يكسبون، فالكتم باعتبار النطق بالجحود وبالألسنة، وعدم الكتم باعتبار شهادة أعضائهم عليهم. والعلم عند الله تعالى.

• قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} الآية. لم يبين هنا عدد أبوابها، ولكنه بين ذلك في "سورة الحجر" في قوله جل وعلا: