للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتضحك منِّي شيخةٌ عبشمية ... كأنْ لم ترا قبلي أسيرًا يمانيًّا

وقول الراجز:

إذا العجوز غضبت فطلِّقِ ... ولا ترضَّاها ولا تملَّقِ

وقول الآخر:

قلت وقد خرت على الكلكال ... يا ناقتي ما جلت من مجال

وقول عنترة في معلقته:

ينباعُ من ذِفْرى غضوبٍ جَسْرة ... زيَّافةٍ مثلَ الفنيقِ المُكْدَم

فالأصل في البيت الأول: "كأن لم تر"، ولكن الفتحة أشبعت. والأصل في الثاني: "ولا ترضها"، ولكن الفتحة أشبعت. والأصل في الثالث: "على الكلكل" يعني الصدر، ولكن الفتحة أشبعت. والأصل في الرابع: "ينبع" يعني أن العرق ينبع من عظم الذفرى من ناقته على التحقيق، ولكن الفتحة أشبعت، وإشباع الفتحة بألف في هذه الأبيات وأمثالها مما لم نذكره ليس لضرورة الشعر لتصريح علماء العربية بأنه أسلوب عربي معروف. ويؤيد ذلك أنه مسموع في النثر، كقولهم في النثر: كلكال، وخاتام، وداناق، يعنون: كلكلًا، وخاتمًا، ودانقًا. وقد أوضحنا هذه المسألة، وأكثرنا من شواهدها العربية في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة "البلد" في الكلام على قوله: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١)} مع قوله: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣)}.

وقال الزمخشري في تفسير هذه الآية {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا}: فاجعل لهم طريقًا، من قولهم: ضرب له في ماله سهمًا، وضرب