للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفاء، وهو مجزوم لأنه جزاء الطلب، أي فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا لا تخف، وقد قدمنا أن نحو ذلك من الجزم بشرط محذوف تدل عليه صيغة الطلب، أي أن تضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا لا تخف. وعلى قراءة الجمهور {لَا تَخَفْ} بالرفع، فلا إشكال في قوله: {وَلَا تَخْشَى (٧٧)} لأنه فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، معطوف على فعل مضارع مرفوع هو قوله: {لَا تَخَافُ}. وأما على قراءة حمزة {لَا تَخَفْ} بالجزم ففي قوله: {وَلَا تَخْشَى (٧٧)} إشكال معروف، وهو أنه معطوف على مضارع مجزوم، وذلك يقتضي جزمه، ولو جزم لحذفت الألف من {تَخْشَى (٧٧)} على حد قوله في الخلاصة:

.... واحذف جازما ... ثلاثَهُنَّ تقْضِ حكمًا لازِمًا

والألف لم تحذف فوقع الإشكال بسبب ذلك.

وأُجيب عنه من ثلاثة أوجه:

الأول: أن {وَلَا تَخْشَى (٧٧)} مستأنف خبر مبتدأ محذوف، تقديره: وأنت لا تخشى، أي: ومن شأنك أنك آمن لا تخشى.

والثاني: أن الفعل مجزوم، والألف ليست هي الألف التي في موضع لام الكلمة، ولكنها زيدت للإطلاق من أجل الفاصلة، كقوله: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) وقوله: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠)}.

والثالث: أن إشباع الحركة بحرف مد يناسبها أسلوب معروف من أساليب اللغة العربية، كقول عبد يغوث بن وقاص الحارثي: