للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} الآية. وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن الآية قد يكون لها وجهان كلاهما حق، وكلاهما يشهد له قرآن، فنذكر الجميع.

وأما احتمال كون لفظة -ما- في هذه الآية استفهامية، فهو بعيد فيما يظهر لي، وإن قال به بعض أهل العلم.

وقد دلت السنة الصحيحة على أن علم ما في الأرحام المنصوص عليه في الآيات المذكورة مما استأثر الله به دون خلقه، وذلك هو ما ثبت في صحيح البخاري من أن المراد بمفاتح الغيب في قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} الخمس المذكورة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} والاحتمالان المذكوران في لفظة -ما- من قوله: {وَيَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ الْأَرْحَامِ} الآية، جاريان أيضًا في قوله: {وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} فعلى كونها موصولة فيهما، فالمعنى يعلم الذي تنقصه وتزيده، وعلى كونها مصدرية، فالمعنى يعلم نقصها وزيادتها.

واختلف العلماء في المراد بقوله: {وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} وهذه أقوالهم في الآية بواسطة نقل "صاحب الدر المنثور في التفسير بالمأثور": أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} قال: "هي المرأة ترى الدم في حملها".

وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ} قال: "خروج الدم"