للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعنى معروف في كلام العرب، ومنه قول الشاعر:

تردون في فيه غش الحسود ... حتَّى يعض على الأكف

يعني أنهم يغيظون الحسود حتَّى يعض على أصابعه وكفيه. قال القرطبي: ومنه قول الآخر أيضًا:

قد أفنى أنامله أزمة ... فأضحى يعض على الوظيفا

أي أفنى أنامله عضًا، وقال الراجز:

لو أن سلمى أبصرت تخددي ... ودقة بعظم ساقي ويدي

وبعد أهلي وجفاء عودي ... عضت من الوجد بأطراف اليد

وفي الآية الكريمة أقوال غير هذا.

منها: أنهم لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم من العجب، ويروى عن ابن عبَّاس.

ومنها: أنهم كانوا إذا قال لهم نبيهم: أنا رسول الله إليكم، أشاروا بأصابعهم إلى أفواههم أن اسكت تكذيبًا له وردًا لقوله، ويروى هذا عن أبي صالح.

ومنها: أن معنى الآية أنهم ردوا على الرسل قولهم، وكذبوهم بأفواههم، فالضمير الأول للرسل، والثاني للكفار، وعلى هذا القول "في" بمعنى الباء، ويُروى هذا القول عن مجاهد، وقَتَادة، ومحمد بنُ كعب.

قال ابن جرير: وتوجيهه أن "في" هنا بمعنى الباء قال: وقد