للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذهب للنساء، وأن قوله: "فالعبوا بها" معناه: فحلوا نساءكم من الفضة بما شئتم كما هو صريح في الحديثين الأخيرين، وهذا واضح جدًا كما ترى.

ويدل له أَن الحافظ البيهقي رحمه الله ذكر الأحاديث الثلاثة المذكورة التي من جملتها "وعليكم بالفضة فالعبوا بها" في سياق الأحاديث الدالة على تحريم الذهب على النساء أولًا دون الفضة. ثم بعد ذلك ذكر الأحاديث الدالة على النسخ، ثم قال: واستدللنا بحصول الإجماع على إباحته لهن على نسخ الأخبار الدالة على تحريمه فيهن خاصة. والله أعلم انتهى.

ومن جملة تلك الأحاديث المذكورة حديث: "فالعبوا بها" وهو واضح جدًا فيما ذكرنا.

فإن قيل: قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المذكور "يحلق حبيبه" "أن يطوق حبيبه" "أن يسور حبيبه" يدل على أن المراد ذكر؛ لأنّه لو أراد الأنثى لقال: حبيبته بتاء الفرق بين الذكر والأنثى.

فالجواب: أن إطلاق الحبيب على الأنثى باعتبار إرادة الشخص الحبيب مستفيض في كلام العرب لا إشكال فيه، ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:

منع النوم بالعشاء الهموم ... وخيال إذا تغار النجوم

من حبيب أصاب قلبك منه ... سقم فهو داخل مكتوم

ومراده بالحبيب أنثى، بدليل قوله بعده:

لم تفتها شمس النهار بشيء ... غير أن الشباب ليس يدوم