أما النسيان بمعنى زوال العلم: فهو مستحيل على الله؛ كما قال تعالى:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} وقال: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (٥٢)}.
وممن قال بأن معنى {مُفْرَطُونَ (٦٢)} منسيُّون متروكون في النار: مجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وابن الأعرابي، وأبو عبيدة، والفراء، وغيرهم.
وقال بعض العلماء: معنى قوله {مُفْرَطُونَ (٦٢)} على قراءة الجمهور، أي: مقدمون إلى النار معجلون؛ من أفرطت فلانًا وفرطته في طلب الماء: إذا قدمته، ومنه حديث:"أنا فرطكم على الحوض" أي: متقدمكم. ومنه قول القطامي:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا ... كما تقدم فراط لوراد