للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ}، إلى غير ذلك من الآيات.

الثالث: أن يكون العمل مبنيًا على أساس الإيمان والعقيدة الصحيحة؛ لأن العمل كالسقف، والعقيدة كالأساس، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} الآية، فجعل الإيمان قيدًا في ذلك.

وبين مفهوم هذا القيد في آيات كثيرة، كقوله في أعمال غير المؤمنين: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣) وقوله: {أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ .. } الآية، وقوله: {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ .. } الآية، إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه.

والتحقيق: أن مفرد {الصَّالِحَاتِ} في قوله: {يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ}، وقوله: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ونحو ذلك أنه: صالحة، وأن العرب تطلق لفظة الصالحة على الفعلة الطيبة؛ كإطلاق اسم الجنس لتناسي الوصفية، كما شاع ذلك الإطلاق في الحسنة مرادًا بها الفعلة الطيبة.

ومن إطلاق العرب لفظ الصالحة على ذلك قول أبي العاص ابن الربيع في زوجه زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

بنت الأمين جزاك الله صالحة ... وكل بعل سيثني بالذي علما

وقول الحطيئة:

كيف الهجاء ولا تنفك صالحة ... من آل لأم (١) بظهر الغيب تأتيني


(١) الرواية في "الديوان": "إذا ذُكِرت".