للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني أن قولها ذلك هو العلامة بينها وبين رسوله إليها المذكور في قوله قبله:

ألِكْني إليها بالسلام فإنه ... يُشَهَّر إلمامي بها ويُنَكَّرُ

وقد جاء في شعر نابغة ذبيان وهو جاهلي تفسير الآية بالعلامة في قوله:

توهَّمتُ آياتٍ لها فعرفتها ... لستةِ أعوامٍ وذا العامُ سابعُ

ثم بين أن مراده بالآيات علامات الدار بقوله بعده:

رمادٌ ككُحْل العين لأيًا أُبيْنُه ... ونُويٌ كجِذْم الحوض أَثْلَم خاشِعُ

وأما الثاني منهما: فهو إطلاق الآية بمعنى الجماعة، يقولون: جاء القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم. ومنه قول برج بن مسهر أو غيره:

خرجنا من النقبين لا حَيّ مثلنا ... بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا

فقو له: "بآياتنا" أي: بجماعتنا.

وإما إطلاقاها في القرآن؛ فالأول منهما: إطلاقها على الآية الكونية القدرية، كقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠)} أي علامات كونية قدرية، يعرف بها أصحاب العقول السليمة أن خالقها هو الرب المعبود وحده جل وعلا. والآية الكونية القدرية في القرآن من "الآية" بمعنى العلامة لغة.

وأما إطلاقها الثاني في القرآن؛ فهو إطلاقها على الآية