وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (٨١)} ، وقوله: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (١٠)} ، والآيات بمثل هذا كثيرة جدًّا.
وقوله:{هُنَالِكَ} قال بعض العلماء: هو متعلق بما بعده، والوقف تام على قوله: {وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (٤٣)} . وقال بعضهم: هو متعلق بما قبله، فعلى القول الأول فالظرف الذي هو {هُنَالِكَ} عامله ما بعده، أي الولاية كائنة لله هنالك. وعلى الثاني فالعامل في الظرف اسم الفاعل الذي هو {مُنْتَصِرًا} أي لم يكن انتصاره واقعًا هنالك. وقوله:{هُوَ خَيرٌ ثَوَابًا} أي جزاء كما تقدم. وقوله:{عُقْبًا} أي عاقبة ومآلًا. وقرأه السبعة ماعدا عاصمًا وحمزة {عُقُبًا} بضمتين. وقراءة عاصم وحمزة {عُقْبًا} بضم العين وسكون القاف والمعنى واحد. وقوله:{ثَوَابًا} وقوله: {عُقْبًا} كلاهما منصوب على التمييز بعد صيغة التفضيل التي هي {خَيرٌ} كما قال في الخلاصة:
والفاعلَ المعنى انصبَنْ بأفعلا ... مُفَضِّلًا كأنتَ أعلى منزِلا
ولفظة "خير وشر" كلتاهما تأتي صيغة تفضيل حذفت منها الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال، قال ابن مالك في الكافية:
وغالبًا أغناهم خَير وشَرّ ... عن قولهم أخيْرَ منه وأشَر
تنبيه
قوله في هذه الآية الكريمة:{فِئَةٌ} محذوف منه حرف بلا خلاف، إلا أن العلماء اختلفوا في الحرف المحذوف؛ هل هو ياء أو واو، وهل هو العين أو اللام؟ قال بعضهم: المحذوف العين،