مبينًا في آيات كثيرة، كقوله تعالى:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ... } الآية، وقوله عنهم: {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٢٩)} , {وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} ونحو ذلك من الآيات.
وقد بين الله تعالى كذبهم في إنكارهم للبعث في آيات كثيرة؛ كقوله في هذه السورة الكريمة: {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (٥٨)}، وقوله:{قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ... } الآية، وقوله:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيهِ حَقًّا}، وقوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَينَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (١٠٤)} والآيات بمثل هذا كثيرة جدًّا. وقد قدمنا في سورة "البقرة" وسورة "النحل" البراهينَ التي يكثر في القرآن العظيم الاستدلال بها على البعث.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{بَلْ زَعَمْتُمْ} إضراب انتقالي من خبر إلى خبر آخر، لا إبطالي كما هو واضح. و"أن" في قوله: {أَلَّنْ نَجْعَلَ} مخففة من الثقيلة، وجملة الفعل الذي بعدها خبرها، والاسم ضمير الشأن المحذوف؛ على حد قوله في الخلاصة.
وإن تخفف أن ... البيت
والفعل المذكور متصرف وليس بدعاء، ففصل بينه وبينها بالنفي؛ على حد قوله في الخلاصة: