للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحَذْف فَضْلَةٍ أَجِزْ إنْ لم يَضِرْ ... كحَذْفِ ما سِيقَ جوابًا أو حُصِرْ

والباطل: ضد الحق، وكل شيء زائل مضمحل تسميه العرب: باطلًا، ومنه قول لبيد:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكلُّ نعيم لا محالة زائل

ويجمع الباطل كثيرًا على أباطيل على غير القياس، فيدخل في قول ابن مالك في الخلاصة:

وحائدٌ عن القياسِ كلُّ ما ... خالفَ في البابين حُكْمًا رُسِما

ومنه قول كعب بن زهير:

كانت مواعيد عرقوب لها مثلًا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل

ويجمع أيضًا على البواطل قياسًا. والحق: ضد الباطل. وكل شيء ثابت غير زائل ولا مضمحل تسميه العرب حقًّا، وقوله تعالى: {لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} أي ليبطلوه ويزيلوه به، وأصله من إدحاض القدم، وهو إزلاقها وإزالتها عن موضعها. تقول العرب، دحضت رجله: إذا زلقت، وأدحضها الله: أزلقها، ودحضت حجته: إذا بطلت، وأدحضها الله: أبطلها، والمكان الدحض: هو الذي تزل فيه الأقدام، ومنه قول طرفة:

أبا منذر رُمْت الوفاء فهبته ... وحُدْت كما حاد البعير عن الدحض

وهذا الذي ذكره هنا من مجادلة الكفار للرسل بالباطل أوضحه في مواضع أخر؛ كقوله: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ... } الآية. وقوله جل وعلا: {يُرِيدُونَ أَنْ