للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: وأما في غير ذلك فسماع يحفظ ولا يقاس عليه. وزاد في التسهيل نوعًا ثالثًا ينقاس فيه "فُعَل" بضم ففتح، وهو "الفُعُلة" بضمتين إن كان اسمًا كجُمُعة وجُمَع. واسم الإشارة في قوله: {وَتِلْكَ الْقُرَى} إنما أشير به لهم لأنهم يمرون عليها في أسفارهم، كقوله: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٣٨) وقوله: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) وقوله: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} ونحو ذلك من الآيات.

وقوله: {وَتِلْكَ} مبتدأ و {الْقُرَى} صفة له. أو عطف بيان. وقوله: {أَهْلَكْنَاهُمْ} هو الخبر. يجوز أن يكون الخبر هو {الْقُرَى} وجملة {أَهْلَكْنَاهُمْ} في محل حال، كقوله: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاويَةً بِمَا ظَلَمُوا}. ويجوز أن يكون قوله: {وَتِلْكَ} محل نصب بفعل محذوف يفسره العامل المشتغل بالضمير، على حد قوله في الخلاصة:

إن مُضْمرُ اسمٍ سابقٍ فعلًا شَغَل ... عنه بنصبِ لَفْظِه أو المَحَل

فالسابقَ انصِبْه بفعلٍ أُضْمِرا ... حتمًا موافقٍ لما قد أُظْهِرا

وقوله في هذه الآية الكريمة: {لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} قرأه عامة السبعة ما عدا عاصمًا بضم الميم وفتح اللام على صيغة اسم المفعول. وهو محتمل على هذه القراءة أن يكون مصدرًا ميميًا، أي: جعلنا لإهلاكهم موعدًا. وأن يكون اسم زمان، أي: وجعلنا لوقت إهلاكهم موعدًا. وقد تقرر في فن الصرف أن كل فعل زاد ماضيه على ثلاثة أحرف مطلقًا فالقياس في مصدره الميمي واسم مكانه واسم زمانه أن يكون الجميع بصيغة اسم المفعول. والمُهْلك