إذا لسعته النحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوب عواسل
فقوله "لم يرج لسعها" أي لم يخف لسعها. ويُرْوَى "حالفها" بالحاء والخاء، ويروى "عواسل" بالسين، و"عوامل" بالميم.
فإذا علمت أن الرجاء يطلق على كلا الأمرين المذكورين؛ فاعلم أنهما متلازمان، فمن كان يرجو ما عند الله من الخير فهو يخاف ما لديه من الشر كالعكس.
واختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية الكريمة، أعني قوله تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا .. } الآية، فعن ابن عباس أنها نزلت في جندب بن زهير الأزدي الغامدي، قال: يا رسول الله، إنني أعمل العمل لله تعالى وأريد وجه الله تعالى، إلا أنه إذا اطلع عليه سرني؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب، ولا يقبل ما شورك فيه" فنزلت الآية. ذكره القرطبي في تفسيره، وذكر ابن حجر في الإصابة: أنه من رواية ابن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن أبي هريرة، وضَعْف هذا السند مشهور، وعن طاوس أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أحب الجهاد في سبيل الله تعالى، وأحب أن يرى مكاني. فنزلت هذه الآية. وعن مجاهد قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله، إني أتصدق وأصل الرحم، ولا أصنع ذلك إلا لله تعالى، فيذكر ذلك مني، وأُحْمَد عليه فيسرني ذلك، وأعجب به. فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئًا، فأنزل الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)} انتهى من تفسير القرطبي.
ومعلوم أن من قصد بعمله وجه الله ففعله لله ولو سره اطلاع