من أن يُسَلّم عليه، قال ابن عطية: ولكل وجه. انتهى كلام القرطبي. والظاهر أن سلام الله على يحيى في قوله:{وَسَلَامٌ عَلَيهِ يَوْمَ وُلِدَ} الآية أعظم من سلام عيسى على نفسه في قوله: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣)} كما هو ظاهر.
تنبيه
الفتحة في قوله: { يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥)} يحتمل أن تكون في الظروف الثلاثة فتحة إعراب نصبًا على الظرفية. ويحتمل أن تكون فتحة بناء لجواز البناء في نحو ذلك، والأجود أن تكون فتحة {يَوْمَ وُلِدَ} فتحة بناء، وفتحة {وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ} فتحة نصب؛ لأن بناءَ ما قبل الفعل الماضي أجودُ من إعرابه، وإعرابَ ما قبل المضارعِ والجملةِ الاسمية أجودُ من بنائه، كما عقده في الخلاصة بقوله:
وابنِ أو اعْرِب ما كإذْ قد أُجْرِيا ... واخترْ بنا متلُوّ فِعْلٍ بُنِيا
وقَبْلَ فِعْلٍ معربٍ أو مُبْتدا ... أعْرِب ومَنْ بنى فَلَن يُفَنَّدا
والأحوال في مثل هذا أربعة:
الأول: أن يضاف الظرف المذكور إلى جملة فعلية فعلها مبني بناء أصليًّا وهو الماضي، كقول نابغة ذبيان:
على حين عاتبت المشيب على الصِّبا ... فقلت ألمَّا أَصْحُ والشيبُ وازع
فبناء الظرف في مثل ذلك أجود، وإعرابه جائز.
الثاني: أن يضاف الظرف المذكور إلى جملة فعلية فعلها مبني