فهذه أحاديث دالة على قيام الإشارة مقام النطق في أمور متعددة. وقال ابن حجر في الفتح في هذا الباب: ذكر فيه عدة أحاديث معلقة وموصولة؛ أولها: قوله: وقال ابن عمر، هو طرف من حديث تقدم موصولًا في الجنائز، وفيه قصة لسعد بن عبادة، وفيها:"ولكن الله يعذب بهذا" وأشار إلى لسانه.
ثانيها: وقال كعب بن مالك، هو أيضًا طرف من حديث تقدم موصولًا في الملازمة، وفيها: وأشار إليَّ أن خذ النصف. ثالثها: وقالت أسماء هي بنت أبي بكر، صلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في الكسوف، الحديث تقدم موصولًا في كتاب الإيمان بلفظ: فأشارت إلى السماء. وفيه: فأشارت برأسها أي نعم. وفي صلاة الكسوف بمعناه. وفي صلاة السهو باختصار. إلى آخر كلامه.
وبالجملة فجميع الأحاديث التي ذكرها البخاري في الباب المذكور كلها ثابتة في الصحيح موصولة. أما ما جاء منها موصولًا في الباب المذكور فأمره واضح. وأما ما جاء منها معلقًا في الباب المذكور فقد جاءه موصولًا في محل آخر من البخاري.
والحديث الأول: دل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل إشارته إلى اللسان أن الله يعذب به كنطقه بذلك.
والحديث الثاني: جعل فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إشارته إلى كعب بن مالك أن يسقط نصف ديته عن ابن أبي حَدْرد ويأخذ النصف الباقي منه، كنطقه بذلك.