بيده قال: ولا حرج، قال: حلقت قبل أن أذبح، فأومأ بيده ولا حرج". ومن أمثلة الفتيا بإشارة اليد ما رواه البخاري في هذا الباب المذكور آنفًا من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن، ويكثر الهرج" قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ فقال: هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل اهـ فجعل - صلى الله عليه وسلم - إشارته بيده كنطقه: بأن المراد بالهرج القتل.
والحديث السادس: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - إشارة المحرم إلى الصيد لينبه إليه المُحِل كأمره له باصطياده بالنطق. وقد قدمنا هذا الحديث في سورة "المائدة".
والحديث السابع: جعل فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - الإشارة إلى الركن في طوافه كاستلامه وتقبيله بالفعل.
والحديث الثامن: جعل فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إشارته بأصابعه كعقد التسعين؛ لبيان القدر الذي فتح من ردم يأجوج ومأجوج، كالنطق بذلك.
والحديث التاسع: فيه أنه جعل وضع أنملته على بطن الوسطى والخنصر؛ مشيرًا بذلك لقلة زمن الساعة التي يجاب فيها الدعاء بالخير يوم الجمعة. أو مشيرا بذلك لوقتها عند من قال: إن وضع الأنملة في وسط الكف يراد به الإشارة إلى أن ساعة الجمعة في وسط يوم الجمعة. ووضعها على الخنصر يراد به أنها في آخر النهار؛ لأن الخنصر آخر أصابع الكف كالنطق بذلك. وذكر ابن حجر عن بعض أهل العلم؛ أن هذه الإشارة باليد لساعة الجمعة من فعل بشر بن المفضل راوي الحديث عن سلمة بن علقمة كما تقدم