وقوله في هذه الآية:{وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ} الظرف الذي هو {وَإِذْ} بدل اشتمال من {إِبْرَاهِيمُ} في قوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} كما تقدم نظيره في قوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ .. } الآية. وقد قدمنا هناك إنكار بعضهم لهذا الإعراب. وجملة: {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٤١)} معترضة بين البدل والمبدل منه على الإعراب المذكور. والصِّدِّيق صيغة مبالغة من الصدق؛ لشدة صدق إبراهيم في معاملته مع ربه وصدق لهجته، كما شهد الله له بصدق معاملته في قوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧)}، وقوله:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَال إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}.
ومن صدقه في معاملته ربه: رضاه بأن يذبح ولده، وشروعه بالفعل في ذلك طاعة لربه؛ مع أن الولد فلذة من الكبد.