للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كـ"وعد ووصل"، فالقياس في مصدره الميمي واسم مكانه وزمانه كلها "المَفْعِل" -بفتح الميم وكسر العين- ما لم يكن معتل اللام؛ فإن كان معتلها فالقياس فيه المَفْعَل -بفتح الميم والعين- كما هو معروف في فن الصرف.

فإذا علمت ذلك، فاعلم أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَاجْعَلْ بَينَنَا وَبَينَكَ مَوْعِدًا} صالح بمقتضى القياس الصرفي لأن يكون مصدرًا ميميًّا بمعنى الوعد، وأن يكون اسم زمان يراد به وقت الوعد، وأن يكون اسم مكان يراد به مكان الوعد. ومن إطلاق "الموعِد" في القرآن اسم زمان قوله تعالى: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ} أي وقت وعدهم بالإهلاك الصبح. ومن إطلاقه في القرآن اسم مكان قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣)} أي مكان وعدهم بالعذاب.

وأوجه الإشكال في هذا: أن قوله: {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ} يدل على أن الموعد مصدر؛ لأن الذي يقع عليه الإخلاف هو الوعد لا زمانه ولا مكانه.

وقوله تعالى: {مَكَانًا سُوًى (٥٨)} يدل على أن الموعد في الآية اسم مكان.

وقوله: {قَال مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} يدل على أن الموعد في الآية اسم زمان. فإن قلنا: إن الموعد في الآية مصدر، أشْكَل على ذلك ذكر المكان في قوله: {مَكَانًا سُوًى (٥٨) والزمان في قوله: {يَوْمُ الزِّينَةِ}. وإن قلنا: إن الموعد اسم مكان، أَشْكَل عليه قوله: {لَا نُخْلِفُهُ}؛ لأن نفس المكان لا يُخلف وإنما يُخْلف الوعد، وأشْكَل