المعنيين فسر بعض أهل العلم "حي على الفلاح" في الأذان والإقامة.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {حَيثُ أَتَى (٦٩)} حيث كلمة تدل على المكان، كما تدل حين على الزمان، ربما ضمنت معنى الشرط. فقوله: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَى (٦٩)} أي حيث توجه وسلك. وهذا أسلوب عربي معروف يقصد به التعميم؛ كقولهم: فلان متصف بكذا حيث سير، وأية سلك، وأينما كان؛ ومن هذا القبيل قول زهير:
بان الخليطُ ولم يأووا لمن تَرَكوا ... وزوَّدُوْك اشتياقًا أيَّةً سلكوا
وقال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَى (٦٩)} أي لا يفوز ولا ينجو حيث أتى من الأرض. وقيل: حيث احتال. والمعنى في الآية هو ما بينا والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلق بهذه الآية الكريمة
المسألة الأولى: اعلم أن السحر يطلق في اللغة على كل شيء خَفِي سببه ولَطُف ودق؛ ولذلك تقول العرب في الشيء الشديد الخفاء: أخفى من السحر؛ ومنه قول مسلم بن الوليد الأنصاري:
جعلت علامات المودة بيننا ... مصائد لحظهن أخفى من السحر
فأعرف منها الوصل في لين طرفها ... وأعرف منها الهجر في النظر الشَّزْر
ولهذا قيل لملاحة العينين: سحر؛ لأنها تصيب القلوب بسهامها في خفاء. ومنه قول المرأة التي شببت بنصر بن حجاج السلمي: