للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بطل سحره؛ فأبى إلا أن يعارضوه، وألزمهم بذلك. فلما لم يجدوا بدًا من ذلك فعلوه طائعين. وأظهرها عندي الأول، والعلم عند الله تعالى.

وقوله: في هذه الآية الكريمة {خَطَايَانَا} جمع خطيئة، وهي الذنب العظيم: كالكفر ونحوه. والفعيلة تجمع على فعائل، والهمزة في فعائل مبدلة من الياء في فعيلة، ومثلها الألف والواو، كما أشار له في الخلاصة بقوله:

والمدُّ زِيد ثالثًا في الواحدِ ... همزًا يُرَى في مِثْل كالقلائدِ

فأصل خطايا: خطايئ بياء مكسورة، وهي ياء خطيئة، وهمزة بعدها هي لام الكلمة. ثم أبدلت الياء همزة على حد الإبدال في صحائف! فصارت "خطائئ" بهمزتين، ثم أبدلت الثانية ياء للزوم إبدال الهمزة المتطرفة بعد الهمزة المكسورة ياء، فصارت "خطائي"، ثم فتحت الهمزة الأولى تخفيفًا فصار "خطاءي"، ثم أبدلت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار "خطاءًا" بألفين بينهما همزة، والهمزة تشبه الألف؛ فاجتمع شبه ثلاثة ألفات، فأبدلت الهمزة ياء فصار "خطايا" بعد خمسة أعمال، وإلى ما ذكرنا أشار في الخلاصة بقوله:

وافتحْ ورُدَّ الهمز يا فيما أُعِلْ ... لامًا وفي مِثْل هراوةٍ جُعِلْ

واوًا ... إلخ.

وقوله في هذه الآية الكريمة: {وَاللَّهُ خَيرٌ وَأَبْقَى} ظاهره المتبادر منه: أن المعنى خير من فرعون وأبقى منه؛ لأنه باق لا يزول