عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. . ." إلى آخر الحديث نحو ما تقدم.
وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه: في آخر كتاب الإِيمان - بكسرة الهمزة - في باب: بيان كون هذه الأمة نصف أهل الجنة: حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :"يقول الله عزَّ وجلَّ: يا آدم، فيقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فذلك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" إلى آخر الحديث نحو ما تقدم.
فحديث أبِي سعيد هذا الذي اتفق عليه الشيخان كما رأيت، فيه التصريح من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن الوقت الذي تضع فيه كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى بعد القيام من القبور كما ترى، وذلك نص صحيح صريح في محل النزاع.
فإن قيل: هذا النص فيه إشكال، لأنه بعد القيام من القبور لا تحمل الإِناث، حتى تضع حملها من الفزع، ولا ترضع، حتى تذهل عما أرضعت.