للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: وأما جلودها فصليبة، وقول الآخر:

كلوا في بعض بطنكم تعفُّوا ... فإن زمانكم زمنٌ خميصٌ

أي: بطونكم. وهذا البيت والذي قبله أنشدهما سيبويه في كتابه مستشهدًا بهما لما ذكرنا.

ومن أمثلة ذلك قول العباس بن مرداس السلمي:

فقلنا: أسْلموا إنَّا أخوكم ... وقد سلِمَت من الإِحَنِ الصّدور

أي: إنا إخوانكم، وقول جرير:

إذا آباؤنا وأبوك عدوا ... أبان المقرفات من العراب

أي: إذا آباؤنا وآباؤك عدوا، وهذا البيت، والذي قبله يحتمل أن يراد بهما جمع التصحيح للأب وللأخ، فيكون الأصل أبون وأخون فحذفت النون للإِضافة، فصار كلفظ المفرد.

ومن أمثلة جمع التصحيح في جمع الأخ بيت عقيل بن علقة المذكور آنفًا، حيث قال فيه: كشر بني الأخينا.

ومن أمثلة تصحيح جمع الأب قول الآخر:

فلما تبيَّن أصواتنا ... بكين وفديننا بالأبينا

ومن أمثلة ذلك في القرآن - واللفظ معرف بالألف واللام - قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} أي: بالكتب كلها، بدليل قوله: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} الآية، وقوله: {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ} وقوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} أي: الغرف، بدليل قوله: {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} وقوله: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (٣٧)} وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا