للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(على أزواجهم) في موضع الحال، أي: إلَّا والين على أزواجهم، أو قوامين عليهم، من قولك: كان فلان على فلانة، فمات عنها، فخلف عليها فلان. ونظيره. كان زياد على البصرة، أي: واليًا عليها، ومنه قولهم: فلانة تحت فلان، ومن ثمة سميت المرأة فراشًا.

والمعنى: أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال إلَّا في تزوجهم أو تسريهم، أو تعلق "على" بمحذوف يدل عليه غير ملومين، كأنه قيل: يلامون إلَّا على أزواجهم، أي: يلامون على كل مباشرة إلَّا على ما أطلق لهم، فإنهم غير ملومين عليه، أو تجعله صلة لحافظين من قولك: احفظ علي عنان فرسي. على تضمينه معنى النفي، كما ضمن قولهم: نشدتك باللَّه إلَّا فعلت بمعنى: ما طلبت منك إلَّا فعلك. اهـ منه. ولا يخفى ما فيه من عدم الظهور.

قال أبو حيان: وهذه الوجوه التي تكلفها الزمخشري ظاهر فيها العجمة، وهي متكلفة. ثم استظهر أبو حيان أن يكون الكلام من باب التضمين، ضمن حافظون معنى: ممسكون أو قاصرون، وكلاهما يتعدى بعلى كقوله: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}.

والظاهر أن قوله هنا: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} مع أن المملوكات من جملة العقلاء، والعقلاء يعبر عنهم بـ "من" لا بـ "ما"، هو أن الإِماء لما كنَّ يتصفن ببعض صفات غير العقلاء، كبيعهن وشرائهن، ونحو ذلك كان ذلك مسوغًا لإِطلاق لفظة "ما" عليهن. والعلم عند الله تعالى.

وقال بعض أهل العلم: إن وراء ذلك هو مفعول ابتغى، أي: ابتغى سوى ذلك. وقال بعضهم: إن المفعول به محذوف، ووراء ظرف، أي: فمن ابتغى مستمتعًا لفرجه وراء ذلك.